جريدة الصحوة
المشرف العام محمد حلميرئيس التحرير إسكندر أحمد
”المركزي للمناخ الزراعي” و”الهلال الأحمر المصري” ينفذان مشروع للتعاون المشترك لتمكين المجتمعات الريفية من مواجهة التحديات البيئية وزير الخارجية مشيدا بالدور الوطني للجالية المصرية بالولايات المتحدة: جسر مهم للتواصل بين الشعبين اد/ياسر عامر عالم في جراحة المناظير بمستشفى الدعاة إليكم أهم مباريات وحكام الجوله السادسه التي تلعب غدا الجمعه الموافق 28/9 من دوري قسم ثاني ”دوله المحترفين” وزيرة التنمية المحلية تحيل مسؤولين بالمحلة للنيابة وتبدأ إزالة ٢٧ عمارة مخالفة ”متبقيات المبيدات” ينظم ورشة عمل لدعم منتجي ومصدري البطاطس بمحافظة الغربية البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي لتعزيز التمويل المستدام للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وزير قطاع الأعمال: الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالعلم والمعرفة والصناعة كركائز أساسية لبناء الوطن توقيع مذكرة للتفاهم بين الهيئة العربية للتصنيع والمحكمة العربية للتحكيم بمشاركة ممثلين عن الإدارات المختصة في محافظات قنا وسوهاج والأقصر وأسوان.. افتتاح معرض «بريق الفضة.. فن متجدد عبر العصور» بمتحف شرم الشيخ وزير الخارجية: ما ترتكبه إسرائيل من ممارسات غير شرعية وإبادة جماعية ضد المدنيين بغزة تحد سافر لكل القيم

بالمرصاد لا صوت يعلو فوق صوت ازمه الدولار

بقلم علي فاروق

لا شك ان اخطر مشكله تواجه بلادنا هذه الايام هي ازمه نقص الدولار بالاسواق الامر الذي ادى الى انخفاض حاد للجنيه المصري الى مستويات غير مسبوقه بالسوق الموازيه او التي نطلق عليها اسم السوق السوداء

الازمه سببها اننا نستورد معظم احتياجاتنا الاساسيه من الخارج بما يزيد عن 120 مليار دولار سنويا بينما مواردنا الخمس الرئيسيه وهي الصادرات السلعيه والغازيه وتحويلات المصريين بالخارج والسياحه وقناه السويس والاستثمارات الاجنبيه المباشره تصل الى حوالي 100 مليار دولار فقط اي ان هناك عجز سنويا يصل الى ما يزيد عن 20 مليار دولار كل عام مما يدفعنا الى الاقتراض لمعالجه هذا العجز

والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف نحقق التوازن بين الصادرات والواردات ونقضي على العجز السنوي الكبير ..؟!!

لابد من اتخاذ اجراءات جريئه وحاسمه وغير تقليديه لحل ازمه الدولار التي تسببت في ارتفاع جنوني في اسعار السلع والمستلزمات الاساسيه واصبحت تمثل كابوسا يوميا للمواطن بعد ان حدث ارتباك كبير بالاسواق وزياده يوميه في الاسعار بدون ضابط ولا رابط واصبحت الرقابه عاجزه عن مواجهه هذا الارتفاع الغريب وحدث انفلات كبير بعد ان اصبح التجار يتحكمون في الاسواق ويفرضون الاسعار بصوره غير حقيقيه بدليل اننا نرى تجارا يبيعون السلع بسعر في مناطق معينه بينما اخرون يبيعون بسعر اقل في مناطق اخرى الامر الذي يؤكد ان هناك مغالاه في الاسعار من التجار والمحتكرين الذين يحققون ثروات طائله على حساب المواطن الغلبان

علينا ان نستغنى عن الكثير من السلع الغير ضروريه والتي نطلق عليها اسم السلع الاستفزازيه مثل الياميش والمكسرات واطعمه القطط والكلاب وغيرها كثير وكثير نستوردها من الخارج بمليارات الدولارات في الوقت الذي نعاني من وجود فجوه دولارية كبيره وعلينا ان نسعى لتحقيق التوازن بين الايرادات والمصروفات فمن غير المعقول ان يكون لدينا اكثر من 156 سفاره وقنصليه في مختلف انحاء العالم بينما نجد امريكا بجلاله قدرها واغنى دوله في العالم ليس لديها سوى 93 سفاره فقط ولدينا ٣٣ وزاره بينما في أمريكا ١٩ وزارة فقط

وبالطبع فان السفارات والقنصليات المصريه بالخارج تستنزف اموالا طائله من العمله الصعبه التي نحتاج اليها لتوفير المستلزمات الاساسيه للانتاج كذلك نجد على المستوى الرياضي يتم استيراد مدربين ولاعبين من الخارج يحصلون على مئات الملايين من الدولارات وعلى سبيل المثال المدرب البرتغالي للمنتخب المصري الذي تسبب في خروجنا المهين من كأس الامم الافريقيه بعد ان فشل في تحقيق انتصار واحد مما ادى الى تراجع تصنيفنا على المستوى الافريقي والدولي ورغم ذلك في ان هذا المدرب يحصل على 200 الف دولار شهريا وكذلك يحصل مساعديه البرتغاليين علي عشرات الآلاف من الدولارات

والغريب ان معظم انديتنا ومنتخباتنا لجاوا الى استيراد المدربين من الخارج رغم وجود العديد من المدربين المصريين الاكفاء والذين حققوا بطولات كثيره وعلى راسهم الاسطوره حسن شحاته الذي حقق انجازا دتاريخيا وعالميا بفوزه بكاس الامم الافريقيه ثلاث مرات متتاليه وهو ما لم يستطع تحقيقه أي مدرب اي مدرب افريقي على مدى اكثر من 70 عاما والسؤال الذي يفرض نفسه من اين تاتي هذه الانديه والمنتخبات الوطنيه بهذه الدولارات والاجابه معروفه بانها تلجا الى السوق السوداء الامر الذي ادى الى ارتفاع جنوني في سعر الدولار وانخفاض قيمه الجنيه

علينا وقف هذه المهزله باسرع وقت حفاظا على الوطن وعلى الكفاءات المصريه وحتى نتجاوز الازمه باسرع وقت

لدينا العديد من الكفاءات الاقتصاديه القادره على وضع حلول لازمه الدولار من خلال طرح افكار من خارج الصندوق للقضاء على هذه الازمه الطاحنه وفي هذه الايام تستعد الدوله لتدبير احتياجاتنا من السلع في شهر رمضان حيث يصل استهلاكنا من المواد الغذائيه الى ثلاث اضعاف استهلاكنا في الشهور العاديه رغم ان رمضان هو شهر الصيام الذي يجب ان ينخفض فيه استهلاكنا لا ان يتضعف انا لنا ان نتغير لتجاوز الازمه وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

ونحن في انتظار انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي سيبحث سبل الخروج من ازمه الدولار بحضور شخصيات اقتصاديه مرموقه قادره على ابتكار حلول جديده وغير تقليديه

لقد تعرضنا في عام 1967 لنكسه مروعه في الحرب مع اسرائيل ادت الى احتلال سيناء وتهجير سكان ٣ مدن على خط القناه واغلاق قناه السويس وتصور العالم كله ان مصر قد انتهت ولن تقوم لها قائمه مرة أخري الا ان الشعب المصري انتفض واعاد بناء قواته المسلحه وحقق انتصارا مذهلا في اكتوبر 1973 بعد ان كان كل المراقبون يؤكدون انه من المستحيل تحقيق نصر على اسرائيل ولكن مصر لا تعرف المستحيل

وان غدا لناظره قريب

حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها من كل سوء